مسجد السهلة قارورة عطر الانبياء والاوصياء(عليهم السلام) والمنهل العذب الذي يروي العلماء .. الداخل اليه يرتبط مع العلي الاعلى في دعاء لا ينقطع ورجاء لا ينتهي ومغفرة لا تحصى فينقطع عن الدنيا ويقترب الى الله تعالى عبر الانفس النورانية التي طالما جلست فيه وناجت ربها بمناجاةٍ صادقة ودعاء مستجابٍ.
فقد وردت فيه العشرات من الأحاديث المروية عن أهل البيت (عليهم السلام) فعن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال :( في الكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة لو أن عمي زيداً أتاه فصلى فيه واستجار الله لأجاره عشرين سنة , فيه مناخ الراكب وبيت إدريس النبي وما أتاه مكروب قط فصلى فيه بين العشائين ودعا الله إلّا فرج الله كربته ).
وايضاً وردت العديد من الروايات حول ارتباط هذا المسجد المبارك بالإمام المنتظر(عجل الله فرجه) فقد قال الإمام علي (عليه السلام) في وصفه للحجة القائم (عجل الله فرجه): ( كأنني به قد عبر من وادي السلام الى مسجد السهلة على فرس محجل) .
ونحن اليوم أمام مقام الإمام الهمام المنتظر الموعود أمل الشعوب في الارض الإمام المهدي (عجل الله فرجه)
وكانت لنا وقفة مع السيد أحمد نوري الحطاب مدير هيئة إعمار مسجد السهلة المعظم ليحدثنا عن أهم التفاصيل حول هذا المكان المبارك والمراحل التي وصل اليها مشروع إعادة بناء المقامين الشريفين للإمام زين العابدين (عليه السلام) والحجة القائم (عجل الله فرجه) قائلاً:
تبلغ مساحة مقام الامام الحجة ( عجل الله فرجه ) من الداخل 1000مترٍ مربعٍ ، و تبلغ مساحة مقام الامام السجاد(عليه السلام) 150متراً مربعاً ، والمساحة الكلية التي تستوعب الزائرين للمقامين تبلغ 1200مترٍ مربعٍ تقريباً ، وما تم إنجازه حالياً :
1- الهيكل حيث تم انجازه بشكل كامل ( أعمال الكونكريت )
2- هيكلة وبناء القبة
3- أعمال تغليف من الداخل ومن الخارج بطابوق من نوع خاص مقاوم للظروف الجوية فأصله حجري وليس من الطين كما هو متعارف عليه إيراني المنشأ
4- بدأنا بأعمال الثيمات التي هي إنهائيات من الكاشي الكربلائي في أجزاء من جدران المنشأ في الداخل والخارج .
طريقة بناء المقام : تمت بأحدث المواد الموجودة من الأساس الى هذه المرحلة حتى نحصل على أعلى المواصفات وأطول عمر زمني للمشروع ، وبالنسبة لسقف المقام فقد استخدمنا طريقة السحب المسبق التي تعطي أكبر عمر وديمومة للسقف ، وحصلنا على فضاء مفتوح من غير أعمدة حتى مع وجود القبة و بأبعاد 40م طولاً و 22م عرضاً من دون عمود وسطي ، فاستطعنا أن نرفع القبة بوزنها على السقف من دون أية أعمدة ، وسيتم تغليف الأرضية بالمرمر في الأيام المقبلة ، فيما سنباشر الآن بأعمال تغليف الجدران بالمرمر الذي سيكون عالي المواصفات مقاوم للظروف الجوية ، كما سيتم تغليف باحة المسجد المقدس بالمرمر من نوع قليل الإمتصاص للحرارة ، و بالنسبة لمحراب الإمام(عجل الله فرجه) فسيكون ارتفاعه 26 متراً وهو أعلى محراب على الارض ، وفيه دلالة على أن صاحب المقام هو إمام حي فالمحراب يرتفع الى عنان السماء .. ومن خلال ارتفاع هذا المحراب سيُحدد اتجاه القبلة بالنسبة للزائرين والمجاورين للمسجد المعظم ، اما بالنسبة الى القبة الشريفة فسيتم تغليفها بالكاشي الكربلائي وتطعم بالذهب الخالص , وسيكون تصميم الانارة شيئاً يبهر الناظرين.
أما بالنسبة للمنائر : فسيكتمل الهيكل الخارجي لها ان شاء الله بعد مدة وجيزة ، وبإرتفاع 47متراً عن مستوى الارض .وأما أعمال التغليف بالطابوق فقد تجاوزت 60% من الداخل والخارج ، وبالنسبة للثيمات بنسبة 10% منجز ،التصميم المعماري للمشروع من قبل المهندس العراقي شبر منعم ، والمهندس الإنشائي الدكتور حيدر الدامرجي .تنفيذ المشروع من قبل ادارة المشروع ، واستعنا ببعض الفقرات بمقاولين خارجيين كأعمال السقف وأعمال القوالب .
أما عن شباك المقام المشرف وفن التصميم فقد تحدث الينا المهندس المدني التنفيذي في مشروع تطوير مسجد السهلة المعظم سيف الله الكواز قائلاً: قياس الشباك الداخلي للمحراب بعرض 8,5 متراً ، وارتفاع 2,5 متراً الذي يكون من الذهب المطعم بالمينا، أما بالنسبة لتغليف المقام من الداخل هو التغليف الإسلامي بالطابوق والمرمر والكتابات القرآنية من السور والآيات الكريمة ، ويمتاز التصميم بما يطلق عليه السهل الممتنع يعني السهولة مع الدقة والفخامة في التصميم ، والتغليف من الخارج يكون بالطابوق والمرمر والثيمات الإسلامية.
تحقيق : لؤي الجبوري
بعدسة : مظفرالكعبي
اضافةتعليق
التعليقات