سُـئل الشيخ صاحب الجواهر( قدس سره ) في مرض موته أنه إن حدث أمرٌ فمن المرجع في التقليد ؟ فأمر بجمع أهل الحلّ والعقد من العلماء ، فاجتمعوا عنده وكلّ يرى أنـّه هو المشار إليه ، وكان بعضهم يرى أنه سيرشـِّح أحد أولاده لأنه كان فيهم من يليق لذلك، ولكنه لمّا غَصّ المجلس بالعلماء، سأل عن الشيخ مرتضى الأنصاري( قدس سره)(1) , فلم يكن حاضراً معهم فبعث خلفه ، فلما جاء ، قال له أفي مثل هذا الوقت تتركني؟ فأجابه : كنت أدعو لك في مسجد السهلة بالشفاء فقال له : ما كان يعود إليّ من أمر الشريعة المقدّسة فهو وديعة الله عندك
هو الشيخ مرتضى بن محمَّد أمين بن مرتضى بن شمس الدين الأنصاري، ينتهي نسبه إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاري(رض) الصحابي المعروف، أحد علماء الإمامية ولد في مدينة ديزفول بإيران سنة1214من أسرة علمية عرفت بالصلاح والتَّقوى تعلّم قراءة القرآن والكتابة وهو في الخامسة من عمره، وأخذ بعدهما في دراسة الصرف، والنحو، والمنطق والمعاني، والبيان على والده وعلى فضلاء مدينته، ثُمَّ قرأ المقدّمات عند عمّه الشيخ حسين، إلى أن صار عمره عشرين سنة حضر الشيخ الأنصاري في كربلاء دروس السيِّد محمَّد المجاهد( قدس سره ) حتّى عام 1236هـحيث عاد بعد ذلك إلى موطنه ديزفول. وبقي فيها يدرس ويربي مدّة سنتين ثُمَّ عاد إلى كربلاء، فحضر على أستاذه شريف العلماء المازندراني قدس سره
وبعد ذلك هاجر إلى النجف الأشرف، فحضر درس الشيخ موسى كاشف الغطاء قدس سره ).استقل بالتدريس والتأليف، واختلف إليه طلاب العلوم الدينية، وقام بوضع أساس علم الأصول والحديث عند الشيعة.وانتهت إليه رياسة الإمامية بعد وفاة الشيخ محمَّد حسن ـ صاحب الجواهر ـ( قدس سره ) وقام بها خير قيام، بقي يزاول مهامه الدينية من التدريس والتأليف، والإرشاد والقيادة، إلى أن طعن في السن، وقرب عمره من السبعين، وقد أنهكته المسؤولية الثقيلة، فوافاه الأجل سنة 1281هـ، في النجف الأشرف ودفن هناك. له عدّة مؤلفات، منها كتاب المكاسب، كتاب الطهارة، كتاب الصوم، كتاب الزكاة والخمس، كتاب الصلاة، كتاب الفرائد في علم الأصول، كتاب أصول الفقه، وله عدّة رسائل في الرضاع، والتقي والعدالة، والقضاء عن الميت، ورسالة في حجية الظن والقطع، والبراءة والاستصحاب، والتعادل والتراجيح، وغيرها.ويعدّ كتاباه المكاسب والرسائل من الكتب المهمة التي تدرس في الحوزات العلمية، وشذّ من لـم يعلّق عليهما من مشاهير العلماء بعده
اضافةتعليق
التعليقات